اتفاقية المواطنة المزدوجة بين تركيا و باكستان
تمثل اتفاقية المواطنة المزدوجة بين تركيا و باكستان التتويج المنتظر للعلاقات الآخذة في التطور و التقارب يوماً بعد يوم بين البلدين اللذين تجمعها استراتيجيةٌ واحدة لتقوية وجودهما في المنطقة، و تسمح هذه الاتفاقية للباكستانيين فرصة الحصول على جواز السفر التركي ذي الامتيازات الكبيرة.
الجنسية المزدوجة:
من المنتظر أن تتوّج هذه الجهود بتوقيع اتفاقية الجنسيّة المزدوجة بين تركيا و باكستان، و التي صرح السفير التركي أنها قيد الدراسة و أن وزارة الداخلية الباكستانية تدرس أيضاً الموضوع.
كانت باكستان قد وقعت على اتفاقيات الجنسية المزدوجة مع تسعة عشر دولة، تسمح للمواطنين الباكستانيين باكتساب جنسيتها من دون ترك جنسيتهم الأصلية.
و قد زاد عدد الباكستانيين في تركيا في السنوات الأخيرة و ارتفعت نسبة استثمار باكستانيين في العقارات في تركيا بشكلٍ كبير، الأمر الذي يمنحهم فرصة الحصول على جواز السفر التركي من خلال الاستثمار العقاري، و شكل الباكستانيون جزءاً كبيراً من الحاصلين على الجنسية التركية بعد أن أقبل عددٌ منهم على الاهتمام بفكرة باكستاني يتملك عقار في تركيا كمجالٍ استثماري واعد.
و تُميّز كلّاً من البلدين جملةٌ من الخصائص التي تجعل العلاقات بينهما متكاملة، و تزيد من قوة كلٍّ منهما لا سيما مع التغير الكبير الذي شهدته المنطقة بعد ثورات الربيع العربي، و تبدل السياسة الأمريكية مع باكستان بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
تعدّ تركيا الدولة الثامنة عالمياً من حيث القوة كما تأتي باكستان في المرتبة الثالثة عشرة، و هما دولتان كبيرتان من حيث المساحة و تعداد السكان، كما أنّهما دولتان مسلمتان محكومتان بنظام برلماني جمهوري، و تحظى تركيا بمكانة عالمية كبرى و علاقات اقتصادية و سياسية ذات شأن فهي عضوٌ في كثيرٍ من المنظمات الأوروبية مثل حلف الشمال الأطلسي و مجموعة العشرين ومجلس أوروبا، كما تمثل باكستان سابع أكبر قوة مسلحة عالمياً و قوةً نوويةً واقتصاديةً مهمة.
التاريخ المشترك و العلاقات الأخوية:
لم يعد هناك عالمٌ أحادي القطب فقد شهدت السنوات الأخيرة تغيراتٍ كبيرةٍ في المنطقة فزادت حصص الصين الاقتصادية في باكستان و غيرها من الدول الإقليمية و تحسنت العلاقات الروسية الباكستانية، كما تعرّضت العلاقات الباكستانية الأمريكية لتوترات ملحوظة ما أدّى إلى بحث باكستان عن حليفٍ قويٍ يعزز وجودها و يشد أزرها و لم يكن ثمة أفضل من الحليف القديم الذي لم تشهد العلاقة معه أي مشاكل عبر تاريخٍ طويل.
لقد كانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة باكستان عقب تأسيسها عام 1947، و دعمت انضمامها إلى الأمم المتحدة، و قامت بطباعة عملتها المحليّة في مطابعها الرّسميّة، كما أسرعت إسلام أباد إلى إدانة الانقلاب الأخير الذي شهدته تركيا، و دعمت موقفها في قضية شمال قبرص، بل إنّ الباكستانيين أطلقوا حملة لدعم حين عانت الليرة التركية الأخيرة من أزمة اقتصاديّة، و شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ثلاث جلسات للبرلمان الباكستانيّ في الأعوام 2009 و 2012 و 2016، و وضعت باكستان تنظيم فتح الله غولن على قائمة المنظمات الإرهابية و سلمت مدارس التنظيم لوزارة المعارف التركية.
التعاون المثمر:
يمثّل التعاون بين البلدين صيغةً استراتيجيةً للتعاون المشترك في شتّى المجالات السياسية و الاقتصادية و التجارية و الصحية و الطاقة. ففي الوقت الذي شهد القطاع العسكري و الاستراتيجي تطوراً كبيراً شهد القطاع التجاري و الاقتصادي نموّاً ملحوظاً فقد منحت باكستان رجال الأعمال الأتراك الأولوية كما أقبل رجال الأعمال الباكستانيون على عالم الاستثمار التركي الغني بالخيارات. و اتّسعت فرصة رجال الأعمال لخلق استثماراتٍ مشتركة بين أنقرة و إسلام آباد.
و في الوقت الذي تسعى حكومة البلدين إلى التقارب الثنائي يشهد الشعبان تقارباً اجتماعياً كبيراً و تزداد العلاقات الاستثمارية نموّاً، لا سيّما في سوق العقارات الذي مازال يثبت جدارته الاستثمارية و قدرته على مواجهة كافة الظروف ما يجعل فرصة شراء عقار في تركيا اليوم الخيار الأمثل للباحثين عن استثمار آمن على مستوى إقليميٍ بل عالمي.
إذا كنت من المهتمين بسوق العقارات التركي فأنت في المكان الصحيح الذي يمنحك الاطلاع الأكبر على عالم العقارات التركي، خدمتنا بين يديك، لا تتردد في الاتصال.اتصل الأن.