تفاصيل جديدة عن مشروع قناة اسطنبول، والبدء بتنفيذ المشروع قريباً
يعد مشروع قناة اسطنبول واحداً من أضخم المشاريع التي تشهدها تركيا خلال السنوات العشر الماضية، ضمن سياق نهضة عمرانية وخدمية واقتصادية شاملة نجحت بنقل البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى الصعد، ومع بدء العد التنازلي لتنفيذ المشروع، كشفت وزارة النقل والبنى التحتية التركية عن دراسات شاملة أجرتها في تخصصات مختلفة بين عامي 2011 و2019 فيما يتعلق بمشروع قناة اسطنبول.
وقالت الوزارة بأن الدراسات قد أجريت في تخصصات مختلفة تشمل تحليل الزلازل والتخطيط الحضري والاقتصاد والتراث الثقافي والبيئة وإدارة المرور، وقد أجريت الدراسة في 33 قسمًا بمشاركة نحو 200 أكاديمي من عدة جامعات تركية مرموقة، وأكّدت الوزارة بأن 57 مؤسسة ومنظمة قد أبدت رأيها بشأن تقييم الأثر البيئي للمشروع، وشاركت في الدراسات المذكورة المتعلقة به، وبيّنت بأن تجارب مختبرية ومحاكاة قد أجريت من أجل المشروع في كل من تركيا وفرنسا.
هذا وتوشك الحكومة التركية على البدء بتنفيذ مشروع قناة اسطنبول التي تربط البحر الأسود ببحر مرمرة في الشق الأوروبي من اسطنبول، وذلك على امتداد 45 كم بموازاة مضيق البوسفور الشهير، وتهدف الحكومة من خلال المشروع إلى تخفيف حركة السفن عبر البوسفور، وفتح فرص استثمارية جديدة على ضفتي القناة، ومن المتوقع أن يعزز المشروع مكانة تركيا في مجال المعابر المائية.
وقد أعلن مسؤولون كبار في الدولة التركية، وفي مقدمتهم رئيس البلاد (رجب طيب أردوغان) عن اقتراب موعد البدء بتنفيذ مشروع قناة اسطنبول الذي يوصف بأنه مشروع العصر، نظراً لتعزيزه مكانة تركيا في مجال المعابر المائية، ومساهمته في افتتاح مشاريع استثمارية جديدة.
وقال الرئيس التركي في هذا الصدد مطلع الشهر الحالي بأن بلاده ستطرح مناقصة مشروع قناة اسطنبول المائية، وتباشر بتنفيذ المشروع في أقرب وقت، وشدد على أن قناة اسطنبول المائية هي مشروع لحماية مضيق البوسفور من كوارث خطيرة للغاية، بينما أكد وزير المواصلات والبنية التحتية التركي (جاهد طورهان) على أن قناة اسطنبول المائية هي مشروع حضاري يحمي مستقبل مضيق البوسفور من حوادث الملاحة البحرية.
وأكد الوزير بأن قناة اسطنبول سوف تقلل من الأضرار التي تنبعث من السفن الناقلة للمواد الخطيرة، فضلا عن أنها ستجلب مساحات خضراء جديدة إلى المدينة، وأشار إلى تزايد عدد السفن التي تستخدم مضيق البوسفور بسبب تحول التجارة العالمية إلى الشرق، مبيناً أن المتوسط السنوي لحركة مرور السفن في مضيق البوسفور يتراوح بين 40 و42 ألف سفينة، علمًا أن طاقة المضيق الاستيعابية تبلغ 25 ألف سفينة سنوياً فقط.
وتابع الوزير بقوله: (على السفن التي تستخدم مضيق البوسفور الانتظار لمدة أسبوع تقريباً، وهذا الانتظار في الواقع مكلف بالنسبة للسفن وفرق ضمان سلامة الملاحة البحرية)، مؤكداً بأن هذا الضغط الملاحي في هذا المسار الضيق قد تسبب في الماضي بحوادث كان لها أثر سلبي على سلامة المضيق.
ولفت وزير المواصلات التركي أيضاً إلى أن كمية البضائع الخطيرة التي تمر عبر مضيق البوسفور – وخاصة النفط – قد تجاوزت 150 مليون طن سنويا، وأضاف أن البحر الأسود وبحر مرمرة مساران رئيسيان في تجارة النفط العالمية، لذا يعتبر مضيق البوسفور واحدا من أخطر الممرات المائية في العالم، وعليه، فإن مشروع قناة اسطنبول لن يقلل ضغط حركة الملاحة في مضيق البوسفور فحسب، بل سيقلل المخاطر التي قد تحدث بسبب السفن، عبر توفير ممر مائي بديل للناقلات التي ترغب في المرور من وإلى البحر الأسود دون انتظار.
وقال الوزير بأن قناة اسطنبول هي مشروع حضاري يخدم العالم ويوفر فرص استثمارية جديدة على ضفتي القناة، بالإضافة إلى خلق مساحات جديدة للتنمية في إسطنبول، وشدد على أنها ستكون مشروعا حضاريا متكاملا مع بقية مناطق اسطنبول، وصديقاً للبيئة، وأكد بأن المشروع سيحتوي أيضا على موانئ بحرية ومنطقة حرة، وخدمات مختلفة، فضلا عن موقعه المميز وقربه من مطار اسطنبول.
وأوضح الوزير طورهان بأن قناة اسطنبول ستكون مشروعاً متعدد الجوانب والخدمات، والحكومة التركية قد أجرت حسابات دقيقة لجميع العوامل والمؤثرات البيئية والمناخية، ولفت إلى أنه بعد الإعلان عن المشروع، بدأت المؤسسات المعنية بإجراء الدراسات اللازمة لتحديد موقع القناة، عبر خمس ممرات مائية محتملة.
وأضاف بأنه واستناداً إلى تلك الدراسات، جرى اختيار الممر الحالي الواقع بين مناطق (كوتشوك شكمجة) و(سازلي ديريه) و(دوروسو) في الشطر الأوروبي باسطنبول، مشيراً إلى أن الدراسات قد جرت صياغتها وفق السيناريوهات الأكثر سلبية، وشملت سرعة الرياح، والتيارات البحرية العميقة، وتحديد آثار أمواج تسونامي المحتملة في البحر الأسود وبحر مرمرة.
وشدد الوزير التركي على أن الحكومة قد حرصت على أخذ مشورة منظمات المجتمع المدني والجامعات، وكذلك آراء المؤسسات والمنظمات المعنية بتقييم التأثير البيئي حول المشروع، وأضاف أن الحكومة تهدف لجعل قناة اسطنبول مشروعا مثاليا يشار إليه بالبنان، لذلك لم تدخر جهدًا في تقييم الآثار المحتملة، سلبية كانت أم إيجابية، واضعة نصب عينيها إنجاز مشروع متكامل وصديق للبيئة.
هذا ويتوقع أن تشهد المناطق التي ستمر منها قناة اسطنبول نهضة واضحة وملحوظة في مجال العقارات سواء كانت سكنية او تجارية، وستتمتع بإطلالة بحرية رائعة، وخاصة مع المشاريع التي سوف تقام على صفتي القناة، مما يجعل الاستثمار العقاري في المناطق التي ستمر منها القناة مستقبلاً صفقة رابحة بكل المقاييس، ولدينا قائمة ببعض المشاريع العقارية القريبة أو المطلة على مسار المشروع.
إذا كنت من الباحثين عن عقار في اسطنبول، و مهتم بالحصول على الجنسية التركية أو الاستثمار في المجال العقاري أو البحث عن عقار نقداً أو بالتقسيط فإن فريقنا مستعد لمساعدتك في العثور على عقارك المناسب ، يمكنك الاتصال في أي وقت، أو اترك معلوماتك و دعنا نتصل بك. اتصل الأن.